الإعجاز الإلهي في أجهزة الأوعية الدموية

الإعجاز الإلهي في أجهزة الأوعية الدموية

أوعية دموية طولها مئات الكيلومترات..

الأوعية الدموية جهاز بالغ الأهمية في أجسامنا.. بكل مكوناته من شرايين وأوردة وأوعية لمفاوية وشعيرات دموية دقيقة في جميع أنحاء الجسم من المخ حتي القدمين.. نراه بقوة في ظهر اليدين وفي الذراعين والساقين.. نعرف أن هذا الجهاز بالغ الأهمية والحيوية لحياتنا لأنه يحمل الدم - ينبوع الحياة إلي كل جزء في جسدنا حتي يظل ينعم بالحياة.. في مكمنه أسرار تحمل الإعجاز الإلهي إلي كل مخلوق يتفكر في نعم الله عليه .

ضيفنا اليوم هو الدكتور حسن سليمان أستاذ الأوعية الدموية بطب قصر العيني وأسئلة حوارنا معه تدور حول هذا الجهاز ومواطن الإعجاز الإلهي فيه.

أسأل الدكتور حسن سليمان: هل تعطينا فكرة عن بعض ملامح الأوعية الدموية؟

تنتشر الأوعية الدموية في كل أجزاء الجسم ولو حاولنا التعرف علي أطوالها لرأيناها تبلغ مئات الكيلومترات.. تختلف في أحجامها من شرايين وأوردة بتجويف كبير مثل الشريان الأورطي الخارج من القلب والوريد الأجوف الداخل إلي القلب حيث يبلغ عرض الشريان الأورطي 2.5 سنتيمتر ويقترب طوله من نصف المتر وعلي وجه التحديد أربعين سنتيمترا وهذا أكبر حجما في الأوردة والشرايين ثم تختلف أحجام بقيتها حتي تصل إلي أقل حجم ممكن وهو خاص بالشعيرات الدموية التي تبدو أقل من كسر من الملليمتر.

وما هي وظيفة الأوعية الدموية في أجسامنا؟

تقوم الأوعية الدموية بنقل الغذاء بعد هضمه من الدم إلي الأنسجة ونقل المواد الناتجة من التمثيل الأيضي من الأنسجة وتعيدها للدم الذي ينقلها بدوره لتنقيتها بواسطة الكلي والكبد والرئة لتخليص جسم الانسان من سموم الغذاء والدواء وثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء.
* وماذا عن الأوعية اللمفاوية؟
** هي بمثابة عناصر مساعدة للشرايين والأوردة وتنتشر هي الأخري في كل أجزاء الجسم وتقوم الأوعية اللمفاوية بنقل 5% من ناتج التمثيل الأيضي.

إعجاز

وكيف تعرف العلماء علي صور الإعجاز الإلهي في أجهزة الأوعية الدموية؟

منذ بدأ الطب الحديث منذ ثلاثمائة سنة مضت والعلماء يحاولون اكتشاف أسرار الله في خلقه بدأوا جهودا مكثفة علي هذا الطريق ثم طوروا وسائل الاستكشاف حتي تعينهم وتساعدهم علي التعرف علي آيات الإبداع الإلهي التي أحكمت هذا الخلق العظيم وصدق الله العظيم حين يقول في كتابه الكريم: "إنما يخشي الله من عباده العلماء..." 28 فاطر لأن العلماء يضعون أيديهم علي آيات اعجاز وابداع في خلق الله تجعلهم يدركون نعمه التي لا تعد ولا تحصي.. ومما اكتشف العلماء في الأوعية الدموية سر إلهي ظل محيرا لهم فترة من الزمن حتي توصلوا إلي مزيد من الكشف عن دقائقه وفوائده.. وكان هذا الاكتشاف - الكلمات مازالت للدكتور حسن سليمان - هو انه يبطن الأوعية الدموية غشاء أملس شديد النعومة ليس به خشونة ولا تعرجات. وكان طبيعيا أن يثير هذا الوضع تساؤل العلماء لماذا جعل أحسن الخالقين هذا الغشاء الناعم الأملس معينا لجميع الأوعية الدموية؟
وأثارت علامة الاستفهام هذه العلماء وكثفوا جهودهم للوصول إلي الجواب.. وبمضاعفة الجهد وتكثيف الأبحاث ومتابعة ودراسة التلف الذي قد يصيب هذه الأوعية تبين لهم أن سطح هذه الأوعية لو أصيب بخشونة أو تعرجات نتيجة السمنة أو التدخين أو الشيخوخة التي تحدث مرض تصلب الشرايين فان هذه التعرجات والخشونة تجعل الدم يترسب عليها ويعوق سيولته فتحدث "الجلطة" وهي من أخطر ما يصيب الانسان في حياته فاذا لم تعالج بأسرع وقت ممكن فانها قد تودي بحياة الانسان أو تستوجب بتر العضو الذي أصيب بها أو تؤدي إلي فشل كلوي. وإذا تكونت الجلطة في الأوعية الدموية بالكلية أصابتها بفشل كلوي أو غرغرينا في الأمعاء مع هذا الاكتشاف يخر العلماء ساجدين لله شاكرين لجلال وجهه وعظيم نعمه التي أودعها الله في كل عضو وكل خلية في أجسامنا.

نصائح

وأقول لضيف هذه السطور.. بماذا تنصح الناس؟

أقول لهم: تبينوا نعم الله في أجسامكم لا تتكاسلوا إذا شاهدتم خللا في أي منها سارعوا للعلاج والحفاظ علي نعم الله وأذكر لذلك مثلا ان الأوعية اللمفاوية إذا أصيبت بالتهابات فإن مكان هذه الالتهابات تحدث انسداداً وتورماً ويبدأ الانسداد أولا بالماء وإذا أهمل العلاج يتم الانسداد بالبروتين وهذا ليس له علاج ومن هنا أقول لكل الناس ابصروا آيات الله داخلكم وحافظوا علي نعمه سليمة في أنفسكم كما أبدعها وخلقها الله لكم وصدق الله العظيم حين قال في كتابه الكريم: "وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون" 20 - 21 الذاريات.

بقي أن نعرف أن عدة بحوث أجريت في اليابان وبريطانيا أكدت أن الثوم الطازج غير المطبوخ مفيد جدا للأوعية الدموية حيث يؤدي إلي ارتخاء الأوعية الدموية والحفاظ علي نعومة غشائها المبطن مما يؤدي إلي حماية الانسان ووقايته من حدوث الجلطات.
ــــــــــــــــــــــ

د. حسن سليمان أستاذ الأوعية الدموية بطب قصر العيني

» علاقه الإعجاز العلمي بالإعجاز القرأني